تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على علاقات تجارة BRICS Plus
في عام 2025، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الصادرات من الدول المنضمة إلى BRICS إلى الولايات المتحدة. جاءت هذه الخطوة ردًا على الدور المتزايد لمجموعة BRICS Plus وجهودها لتقليص هيمنة الدولار الأمريكي في التجارة العالمية. يستعرض هذا المقال تأثير هذه الرسوم على علاقات التجارة في BRICS Plus، واستجابات المجموعة، والتداعيات طويلة الأمد.

السياق التاريخي
منذ تأسيسها، سعت BRICS Plus إلى إنشاء نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة. مع توسع عضويتها إلى 10 دول، أصبحت المجموعة تحديًا كبيرًا للنظام المالي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة. جاءت تهديدات الرسوم الجمركية الأمريكية، التي أُعلنت في يوليو 2025، كرد فعل على دفع BRICS Plus لتقليل الاعتماد على الدولار. وجادل ترامب بأن BRICS صُممت لتقويض قيمة الدولار، وكانت الرسوم تهدف إلى الحد من نفوذ المجموعة.
تأثير الرسوم الجمركية على أعضاء BRICS
تختلف تأثيرات الرسوم الجمركية الأمريكية على أعضاء BRICS Plus. تواجه الهند، التي تتأثر 55% من صادراتها إلى الولايات المتحدة، معدل رسوم جمركية فعلي يبلغ 36%، وهو من أعلى المعدلات بين الاقتصادات الكبرى. كما واجهت البرازيل رسومًا جمركية عقابية، تفاقمت بسبب التوترات السياسية، بما في ذلك ملاحقة رئيسها السابق. وتواجه جنوب إفريقيا، بسبب نزاعات حول إصلاحات الأراضي، رسومًا مرتفعة قد تقلل من صادراتها الزراعية إلى الولايات المتحدة.
في المقابل، الدول مثل إيران وروسيا، التي تخضع بالفعل لعقوبات واسعة النطاق، تتأثر بشكل أقل بهذه الرسوم بسبب تجارتهما المباشرة المحدودة مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، قد تؤثر الرسوم بشكل غير مباشر على تجارتهما مع أعضاء آخرين في BRICS يعتمدون على السوق الأمريكية.
استجابة BRICS Plus
ردًا على الرسوم الجمركية، كثفت دول BRICS Plus جهودها لتعزيز التجارة الداخلية بين أعضائها. اقترح الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا استجابة جماعية لـ BRICS، بما في ذلك زيادة التجارة بالعملات الوطنية وتوسيع منصة BRICS Pay. هذه المنصة، التي أُطلقت في عام 2023، تسهل المعاملات عبر الحدود بتكلفة منخفضة، مما يساعد الأعضاء على التخفيف من آثار العقوبات والرسوم الجمركية الغربية.
بالإضافة إلى ذلك، تستثمر BRICS Plus في ممرات النقل لتقليل الاعتماد على الأسواق الغربية. يمكن لممر النقل الشمالي-الجنوبي، الذي يعتبر إيران مركزًا رئيسيًا له، أن يعزز التجارة بين الهند وروسيا، متجاوزًا الطرق التي يسيطر عليها الغرب.
التداعيات طويلة الأمد
قد تكون الرسوم الجمركية الأمريكية بمثابة حافز لتكامل أوثق داخل BRICS Plus. من خلال تشجيع الأعضاء على البحث عن أسواق تصدير جديدة وتعزيز التجارة الداخلية، يمكن أن تسرع الرسوم من جهود المجموعة لتقليل الاعتماد على الدولار. ومع ذلك، تشكل التنافسات الداخلية، خاصة بين الصين والهند، تحديًا لهذا التكامل. الدور المهيمن للصين في تجارة BRICS، غالبًا على حساب الصناعات المحلية لأعضاء آخرين، قد يخلق توترات.
علاوة على ذلك، كان للرسوم الجمركية عواقب غير مقصودة على الاقتصاد الأمريكي. أدى إعلانها في أبريل 2025 إلى انخفاض بقيمة 5 تريليون دولار في مؤشر S&P 500 وزيادة تكاليف اقتراض الحكومة الأمريكية، مما يبرز هشاشة السياسات الحمائية.
الخلاصة
في حين صُممت الرسوم الجمركية الأمريكية للحد من نفوذ BRICS Plus، فقد يكون لها تأثير عكسي، دافعًا المجموعة نحو استقلال اقتصادي أكبر. من خلال تعزيز التجارة الداخلية وتطوير بنية تحتية تجارية مستقلة، تضع BRICS Plus نفسها كقائد في إعادة تعريف النظام الاقتصادي العالمي. ومع ذلك، يعتمد نجاحها على إدارة الانقسامات الداخلية وتجاوز الضغوط الخ expected.
المصدر: همشهري أونلاين – تهديد اقتصادي لـ BRICS أم اعتراف ترامب بالضعف